السبت، 10 مارس 2012

اليس من العجيب

اليس من العجيب

أليس من العجيب أن يمتلئ قلبك بحب أقوام من غير أرحام، ولا مصالح دنيوية، لا لشيء إلا لإيمانهم ومحبتهم لله -تعالى-، فهذا الحب من ثمرة محبة الله -تعالى-، وقد وعد الله -تعالى- بهذا الحب أهل الإيمان والعمل الصالح،

فقال -تعالى- (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً)

وبالحب في الله-تعالى- يذوق العبد حلاوة الإيمان،

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-

(ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار

(البخارىومسلم)

نعم الحب في الله والبغض في الله أصل من أصول الإيمان، وهو أوثق عُرى الإيمان.

وفي الحديث: "أوثق عرى الإيمان الحب في الله، والبغض في الله

"رواه الطبراني، وهو حديث حسن.

وأن تحب في الله وتبغض في الله معناه: أن تحب ما يحب الله من شخص، أو من فعل، أو من حكم، وتبغض ما يبغضه الله من شخص، أو فعل، أو حكم.

تحب الشخص لا لأنه قريب لك، ولا لأن بينك وبينه معاملة دنيوية ولا شراكة، وإنما تحبه في كونه مستقيم على طاعة الله -عز وجل- ولو كان بعيدا أعجميا، ولو كنت في المشرق وهو في المغرب، أو العكس، وتبغض العاصي، تبغضه ولو كان قريبا، ولو كان أخاك لأبيك وأمك، تبغضه بغضا دنيويا إن كنت تعامله، والمعاملة شيء آخر

هذا معتقد أهل السنة والجماعة، هذا الحب في الله؛

ولهذا قال:الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحى فى الشرح والإبانة (الإبانة الصغرى)

ان تحب في الله من أطاعه، وإن كان بعيدا منك، وخالف مرادك في الدنيا، وتبغض في الله من عصاه، ووالى أعداءه، وإن كان قريبا منك ووافق هواك في دنياك، وتصل على ذلك وتقطع عليه، ولا تُحدث رأيا، ولا تصغي إلى قائله؛ فإن الرأي يخطئ ويصيب
· · · منذ 7‏ ساعات بالقرب من ‎Beirut, Beyrouth‎

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق