الجمعة، 23 مارس 2012

التركيز والكثافة أعظم من التوسع والانتشار

التركيز والكثافة أعظم من التوسع والانتشار

الإتقان والجودة طريق النجاح, والتفوق والتخصص في عمل وإتقانه أحسن من القيام بعدة أعمال مع قلة الجودة والإتقان, وما ابرع من برع إلا لأنه أتقن جانباً من جوانب العلم أو العمل أو الموهبة , وأما الذين توسعوا في عدة علوم وأعمال وفنون على حساب الإتقان فإنهم ضعفوا, وقل َّ عملهم , وتأخرت مرتباتهم , أما الذين تخصصوا فإنهم أتقنوا وأبدعوا , فمثلاً: البخاري صاحب الصحيح أتقن علم الحديث فصار آية في هذا الباب, والخليل مهر في اللغة فصار أعجوبة , وسيبويه جدَّ في علم النحو فصار مضرب المثل , والمتنبي جوّد الشعر فصار شاعر الدنيا , وأمثالهم كثر ,فهؤلاء لما تخصصوا أبدعوا فركزوا اهتمامهم , واعملوا أذهانهم فيما توجهوا إليه, فأتوا بالعجب العجاب , بخلاف غيرهم ممن توسعوا في العلوم والفنون ,فبعضهم أراد أن يكون مفسِّراً ومحدثاً وفقيهاً وأصولياً ولغوياً ونحوياً أديباً, فضعف في الجميع , وصار عطاؤه ضئيلاً ,وإتقانه هزيلاً. وأوصيك بان تعرف نفسك ومواهبك ثم تتجه بحزم وقوة إلى ما يسرك الله إليه من علم أو عمل, فتقبل عليه إقبال الجاد المتقن فتحسنه وتجوِّده ,ويكون شغلك الشاغل , خاصة إذا كان من العلوم والأعمال البارة الراشدة التي يبقى نفعها لك في الآخرة ,فلا توزع ذهنك , ولا تشتت اهتمامك , ولا تنس موهبتك, وأحذر أن تكون ممن قيل فيهم :
ومشتت العزمات ينفق عمره حيران لا ظفر ولا إخفاق
فخذ الكتاب بقوة ,واحزم أمرك , وابدأ على بركة الله , وسوف تجد النجاح حليفك , والتفويق رفيقك.
· · · منذ 2‏ ساعتين بالقرب من ‎Sur, Lebanon‎

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق