الاثنين، 12 مارس 2012

عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة

عـــــلو الهمّة .. طريقك نحو القمــــــة

من منّا لا يبحث عن علو الهمة ؟؟ من منا لا تهفو نفسه للارتقاء والسمو ؟؟من منّا لا يتمنى أن يبقى محلقا بين السحب الإيمانية البيضاء فيرتقي ويعلو .. ويعلو .. حتى يصل إلى القمة !

وقد عرف ابن القيّم علوّ الهمة فقال : ( علوّ الهمة ألا تقف - أي النفس - دون الله ، ولا تبغي العوض عنه بشيء سواه ، ولا ترضى بغيره بدلا عنه ، ولا تبيع حظها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور والابتهاج به بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية )

كم هو رائع أن نحيا مع الله .. وكم هو جميل أن نكون من أقرب الناس إليه .. نجاهد أنفسنا عن فعل المعاصي ونغذيها بأنواع التقرب والعبادات فنحافظ بذلك على الرقي الإيماني المطلوب ..
/
انظر إلى همة ذلك الفتى الذي لم يتحاوز الثالثة عشر عاماً
هل كان طموحة مما يدور عادة في ذهن من هم في سنه
الملبس .. المركب.. المسكن أو أي غرض من أغراض الدنيا الزائلة

كلا
لقد كان صاحب همة فوق الشمس
/
أستمع إلى الحوار الذي دار بين الرسول صلى الله عليه وسلم مع ذلك الفتى ابن الثالثة عشر
/
انه ربيعة بن كعب الأسلمي

كان ربيعه من شدة حبة للرسول صلى الله عليه وسلم

يبيت على باب رسول الله يخدمه ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة ،
فرآه نائماً أمام باب البيت ، فأخذته الشفقة به ، وأكبر فيه حبه إياه ،
حين رآه يسرع فيأتيه بوَضوئه وثيابه فأراد أن يكافئه
/
فقال له الرسول (يا ربيعه سلني)

أي اطلب مني شيء تتمنى تحقيقه فألبي طلبك

تهلل وجه الفتى الطموح فقال للرسول يريد أن يتأكد (أسألك يا رسول الله )؟

فأكد له الرسول صلى الله عليه وسلم الأمر بأن يسأله ما يريد (نعم يا ربيعة سلني)

وقد يكون تبادر إلى ذهن الرسول صلى الله عليه وسلم أن ربيعة سيسأل

ما يشغل ذهن الفتيان عادة في هذه السن

فكان الجواب حاضر في عقل وقلب ذلك الفتى صاحب الهمة العالية فقال:
/
أسألك مرافقتك في الجنة

وهل هناك أسمى مطلباً وأعلى همة ؟؟
/
وأرفعُ مرتبة أن نكون رفقاء الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة؟؟

فنظر إليه الرسول صلى الله علية وسلم بعين الإعجاب والإكبار
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يتلمس لحاجة ذلك الفتى فأعاد السؤال
لعل ربيعة استحى في الرسول في أن يسأله شيئاً من متاع الدنيا ،فقال :
له (وغير ذآك يا ربيعة )؟؟
فأكد الفتى طلبة ولم يعجبه شيئا من زينة الدنيا و بهجتها في عيون الفتيان
فقال : ( هو ذاك يا رسول الله)
فما كان منه صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي وهو الذي يقدّر للناس مشاعرهم ، ويبادلهم تقديراً بتقدير ، وتكريماً بتكريم، ويحب مصاحبة من يحبه
فيقول النبي صلى الله عليه وسلم : لك ما سألت يا ربيعة فأعني على نفسك بكثرة السجود

فلم يُرى بعدها ربيعة إلا ساجدا

فلنكن ولو نصف ما كان ربيعة رضي الله عنه ..
/
\
إنها الهمم فوق الشمس
· · · منذ حوالي ساعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق