السبت، 24 مارس 2012

لزكاة العلم طريقتان .

لزكاة العلم طريقتان .
واعلم أن لزكاة العلم ونحوه طريقين : أحدهما تعليمه للعالم فإن الله سبحانه وتعالى ينمي علمه بذلك ويزكيه .
والثاني : العمل به ، فإن العمل به أيضا ينميه ويكثره ، ويفتح لصاحبه أبوابه وخباياه .
وذكر الحافظ ابن رجب في شرح الأربعين النووية في قوله صلى الله عليه وسلم { ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة } قال سلوك الطريق لالتماس العلم يدخل فيه سلوك الطريق الحقيقي وهو المشي بالأقدام إلى مجالس العلماء ، ويدخل فيه سلوك الطريق المعنوية المؤدية إلى حصول العلم ، مثل حفظه ودراسته ومذاكرته ومطالعته وكتابته والتفهم له ، ونحو ذلك من الطريق المعنوية التي يتوصل بها إلى العلم .
وقوله { سهل الله له به طريقا إلى الجنة } قد يراد بذلك أن الله يسهل له العلم الذي طلبه وسلك طريقه وييسره عليه ، فإن العلم طريق موصل إلى الجنة .
وهذا كقوله تعالى { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر } قاله بعض السلف .
فهل من طالب علم فيعان عليه .
وقد يراد أيضا أن الله ييسر لطالب العلم إذا قصد بطلبه وجه الله الانتفاع به والعمل بمقتضاه فيكون سببا لهدايته ولدخول الجنة بذلك .
وقد ييسر لطالب العلم علوما أخر ينتفع بها وتكون موصلة إلى الجنة كما قيل : من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم .
وكما قيل : ثواب الحسنة الحسنة بعدها .
وقد دل على ذلك { ويزيد الله الذين اهتدوا هدى } وقوله تعالى {

والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم } .
وقد يدخل في ذلك أيضا تسهيل طريق الجنة الحسي يوم القيامة وهو الصراط وما قبله وما بعده من الأهوال فييسر ذلك على طالب العلم للانتفاع به فإن العلم يدل على الله من أقرب الطرق إليه ، فمن سلك طريقه ولم يعرج عنه وصل إلى الله وإلى الجنة من أقرب الطرق وأسهلها فسهلت عليه الطرق الموصلة إلى الجنة كلها في الدنيا والآخرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق