الأحد، 18 مارس 2012

حوار بين الكتاب والتلفاز *~*~*~*~*~*~*~*~*


حوار بين الكتاب والتلفاز
*~*~*~*~*~*~*~*~*
الكتاب: إني أنا الكتاب،ألفني الكّتاب،لأغذي الألباب،بالعلوم والعجاب،فأقبلوا يا صحاب

التلفاز: إن تنادي يا صديق،فإن صدرك سيضيق،
.........وقد تصاب بجفاف الريق،فصوتك أصبح كالنعيق.

الكتاب: ومن تكون يا هذا،يا من بكلامك تتمادى،وعلى الكتاب تتجافى.

التلفاز: وهل هناك من لا يعرفني؟؟هل هناك من يجهلني؟؟
أنا صديق الناس،ومشغل الإحساس،فبرامجي كالمساج تريح مختلف الأجناس،
فأنا أنا...التلفاز.

الكتاب: لا والله.. فلقد خدعت البشر،وأعميت البصر،فنسوا المفيد من الكتب ما ينار به
العقل،وتاهوا وراءك يا أداة الشر،يا جالب الضرر.

التلفاز: ولكن قراءك قلل،تصيبهم بالعلل،وتشعرهم بالملل إلا قلة من البشر.

الكتاب: أبدا.. أبدا فمنذ أقدم العصور،منذ عهد الديناصور،والخليفة المنصور،كنت أنير العقول بالعلوم والفنون،وأنقلها عبر القرون،والهضاب والسهول،وأجوب بها هذا الكون المعمور،والناس في ديارهم جالسون.

التلفاز: لعل ما قلت صحيح،لكنك تعلم يا فصيح،إنني عندما أصيح،الكل يسرع
كالريح،ليشاهد المليح والقبيح،ويجلس على كرسيه المريح،إلى أن تسمع الديك يصيح.

الكتاب: إني لأعرف ما تبث من ضرر،وما أفظعها من صور،تهدم معاني الفكر،وتنقل حضارة الغجر،وكل أهداف الكفر،علمتهم شرب الخمر،ترك الحجاب ونزع الستر،معاني الرذيلة لمواكبة العصر.

التلفاز: ربما قد أصبت.لكني قد رأيت البشر يسعون لجلبي إلى البيت،مهما زاد سعري وغليت،وأنت حتى لو أمامهم ظهرت،فلن يشتريك لا الولد ولا البنت،حتى لو رخصت وبنصف قرش صرت،فلن يشتروك قط.

الكتاب: هجرني الكثير،وصحبني القليل،ولكني مازلت أهدي العلم المنير،لكل عقل فهيم،وإن كان التلفاز أغوى بعض الناس،أبعدهم عن الكتاب،فعلهم يهتدون وإلى الصواب يرجعون،وعن مصلحتهم يبحثون.
· · · منذ 9‏ ساعات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق