السبت، 31 مارس 2012

الخـلــــــق

الخـلــــــق
و أهل العلم والإيمان وسط في باب حسن الخلق بين الغلاة والجفاة، اكثروا من الضحك والمزاح والعبث و اللهو، يضحكون مع كل أحد، و يمزحون مع كل بشر،و يحبون التبذل مع أصناف الناس، فليس لهم ضابط في الخلق لا في المسجد ولا في الشارع ولا في السوق ولا في المجلس، فهم كالمهرجين والممثلين والمستهزئين، ليس لهم وقار ولا قيمة ولا هيبة، فقهقهات ضحكهم مرتفعة، ونكاتهم كثيرة، سقطاتهم وفيرة، وهزلهم بين لا نسبة ولا تناسب مع جدهم، عطلهم المزاح و اللهو والعبث عن السير على منهج الخير والإصلاح.
وقابلهم جفاة مكشرون عابسون ، لا بسمة تعلو محياهم، ولا خفة روح عندهم، لا ظرافة فيهم، لا رقة في طباعهم، لا انس في القرب منهم، لا راحة في مجالستهم،جباههم عابسة، ووجوههم مكفهرة، دائما لا يوحون لك بأمل، ولا تبشر طلعاتهم بخير، ولا يجد من اقترب منهم فرحا وسرورا.
و توسط أهل العلم والإيمان في هذا الباب فتبسموا بلا قهقهة لقوله صلي الله عليه وسلم: ( و تبسمك في وجه أخيك صدقة) ولكنهم لم يوغلوا في ذلك ولم يكثروا، لقوله صلي الله عليه وسلم: ( كثرة الضحك تميت القلب)، و كان مزاحهم بقدر، ولم يكذبوا في مزاحهم، و لم يستهزئوا بشيء من شعائر الدين أو الصالحين، ولم توصلهم النكتة والطرفة إلى التعرض لأعراض المؤمنين، إنما مزاحهم لطيف شريف خفيف، و أرواحهم ظريفة سهلة لينة هينة، و في مواطن الجد تلقاهم يبدعون وينتجون ويعلمون ويعملون، فالناس في سلامة منهم، وهم في سلامة من أنفسهم ومن الناس، لقوله صلي الله عليه وسلم: ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده و المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم) ، وقس على ذلك أبواب الأخلاق جميعها تجد أن أهل العلم والإيمان- وهم عباد الله وصفوته من خلقه- وسط بين الغلاة والجفاة سواء في باب الإيمان، أو في باب الأخلاق، أو في باب الآداب ، أو في باب السلوك، أو في المسائل الاجتماعية المتفرقة، فهم قائمون بالميزان الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على رسله عليهم السلام
· · · أمس في الساعة 04:25 مساءً‏ بالقرب من ‎Beirut, Beyrouth‎

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق