الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

سلمة بن الأكوع - بطل المشاة

>>>>>>> سلمة بن الأكوع - بطل المشاة - <<<<<<<

هو سلمة بن عمرو بن الأكوع. والأكوع هو سنان بن عبد الله بن قشير بن خزيمة، كان ممن بايع تحت الشجرة، سكن بالربذة وكان لقرب سلمة من رسول الله أكبر الأثر فى تكوين شخصية مثالية بما غرسه النبى فيها من شجاعة، ومروءة، وتضحية فى سبيل الله، وقد أراد إبنه أيّاس أن يلخص فضائله فى عبارة واحدة.فقال:" ماكذب أبى قط"... كان سلمة من رماة العرب المعدودين، وكان كذلك من المبرزين فى الشجاعة وخير مثال على ذلك موقفه فى غزوة ذى قرد، فقد تصدى لمن أغار على إبل رسول الله، فقد أغار عبد الرحمن بن عيينة على إبل رسول الله فقتل راعيها وخرج يطردها هو وأناس معه فى خيل، فبعث سلمة بمن يخبر رسول الله أنه قد أغير على سرحه... ثم أتبع القوم ومعه سيفه ونبله فجعل يرميهم وذلك حين يكثر الشجر، فإذا رجع إليه فارس جلس له فى أصل شجرة ثم رمى فلا يقبل عليه فارس إلا عقر به حتى أدركه الرسول فى قوة وافرة من أصحابه..وفى هذا اليوم قال الرسول لأصحابه:" خير رجّالتنا ، أى مشاتنا، سلمة بن الأكوع"!! وحين أسلم نفسه للإسلام، أسلمها صادقآ منيبآ، فصاغها الإسلام على نسقه العظيم..ولقد كان حبه لرسول الله عظيمآحتى أنه وهبه جارية وقعت فى سهمه فى إحدى السرايا للنبى، على الرغم من أنها كانت من أجمل بنات العرب، كما أنه كان يأتى إلى مكان بعينه فى المسجد فيصلى به دون غيره فيقال له: ألا تصلى ها هنا؟ ويشار إلى بعض نواحى المسجد. فيقول: إنى رأيت رسول الله يتحرى هذا المقام...فيا لها من صفات عظيمة تلك التى يتصف بها صحابة رسول الله، كان الواحد فيهم ينظر ماذا كان يصنع رسول الله ويفعله وهو فى سعادة لا توصف.. وسلمة بن الأكوع من أصحاب بيعة الرضوان. حين خرج الرسول وأصحابه عام ست من الهجرة، قاصدين زيارة البيت الحرام، وتصدّت لهم قريش تمنعهم أرسل النبى إليهم عثمان بن عفان ليخبرهم أن النبى جاء زائرآ لا مقاتلآ..وفى إنتظار عودة عثمان، سرت إشاعة بأن قريشآ قد قتلته،وجلس الرسول فى ظل الشجرة يتلقى بيعة أصحابه واحدآ واحدآ على الموت..يقول سلمة:" بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الموت تحت الشجرة،. ثم تنحيّت، فلما خف الناس قال يا سلمة مالك لا تبايع..؟قلت: قد بايعت يا رسول الله، قال: وأبضا.. فبايعته".ولقد وفى بالبيعة خير وفاء... وقد غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع زيد بن حارثة تسع غزوات". وكان سلمة من أمهر الذين يقاتلون مشاة، ويرمون بالنبال والرماح،وكانت طريقته تشبه طريقة بعض حروب العصابات الكبيرة التى تتبع اليوم.. فكان إذا هاجمه عدوه تقهقر دونه، فإذا أدبر العدو أو وقف يستريح هاجمه فى غير هوادة...ولم يعرف سلمة الأسى والجزع إلا عند مصرع أخيه عامر بن الأكوع فى حرب خيبر..وكان عامر يرتجز أمام جيش المسلمين هاتفآ: لولا أنت ما إهتدينا ولا تصدّقنا ولا صلّينا فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا...وفى تلك المعركة ذهب عامر يضرب بسيفه أحد المشركين فإنثنى السيف فى يده وأصابت ذوّابته منه مقتلآ.. فقال بعض المسلمين:" مسكين عامر حرم الشهادة" عندئذ جزع سلمة جزعآ شديدآ، حين ظن أن أخاه وقد قتل نفسه خطأ قد حرم أجر الجهاد، وثواب الشهادة.. لكن الرسول الرحيم سرعان ما وضع الأمور فى نصابها فأخبر سلمة أن أخيه قتل مجاهدآ وأن له لأجرين وأنه الآن ليسبح فى أنهار الجنة"..!! وكان سلمة على جوده المفيض أكثر ما يكون جوادآ إذا سئل بوجه الله..فلو أن إنسانا سأله بوجه الله أن يمنحه حياته، لما تردد فى بذلها..ولقد عرف الناس منه ذلك، فكان أحدهم إذا أراد أن يظفر منه بشيء قال له:" من لم يعط بوجه الله، فبم يعطى"..؟؟ ويوم قتل عثمان، رضى الله عنه، أدرك المجاهد الشجاع أن أبواب الفتنة قد فتحت على المسلمين وما كان له وهو الذى قضى عمره يقاتل بين إخوانه أن يتحول إلى مقاتل ضد إخوانه..ومن ثمّ، فقد حمل متاعه وغادر المدينة إلى الربدة.. نفس المكان الذى إختاره أبو ذر من قبل مهاجرآ له ومصيرآ...وفى الرّبدة عاش سلمة بقية حياته، حتى كان يوم عام أربعة وسبعين من الهجرة، فأخذه الحنين إلى المدينة فسافر إليها زائرآ، وقضى بها يومآ، وثانيآ..وفى اليوم الثالث مات وعمره يومئذ ثمانين عامآ...وهكذا ناداه ثراها الحبيب الرطيب ليضمّه تحت جوانحه ويؤويه مع من آوى قبله من الرفاق المباركين، والشهداء الصالحين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق