الأحد، 23 سبتمبر 2012

يا مولاي اني عبد ضعيف لا تكن أبا شبر ..


لا تكن أبا شبر ..

قيل إن العلم ثلاثة أشبار :
" إذا تعلم الإنسان الشبر الأول تكبّر
...
ثم إذا تعلم الإنسان الشبر الثاني تواضع
ثم إذا تعلم الإنسان الشبر الثالث علم أنه لا يعلم شيئاً "
حلية طالب العلم / بكر عبد الله أبو زيد / مطبعة اليمامة ص 79

ومن هنا تعلم سرَّ وجود المتكبرين من أهل العلم
إنهم لم يتجاوزا الشبر الأول من العلم..

كثير من الناس هم (أبو شبر..) دخل في الشبر الأول من العلم ثم أسرع للخروج منه مدعياً حصوله على العلم فيجادل ويناقش ويتهم وهو خارج من شبر من العلم.
مصيبة الداخلين في شبر العلم الأول.. هو الفراغ الذي كان في عقولهم..
فيدخلون مندفعين فيصادف العلمُ الأول فراغاً في عقولهم فيتمكن ثم يتحكم فيلهي ويسهي.

عن أَنَس بْن مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلُوا فِيهِ بِرِفْقٍ " (رواه أحمد)

العلم محصلة ثلاثة أمور " معلومات صحيحة ، تطبيق سليم ، خشية لله رب العالمين "
لذلك قال تعالى{وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ}فاطر28
العلماء هم الذين يجمعون المعلومات الصحيحة والتطبيق السليم والخشية لله رب العالمين وبذلك هم أكثر الناس خشية
خطورة الشبر الأول هو امتلاك المعلومات الصحيحة دون تطبيق..
ومن يمتلك المعلومة ولا يطبقها..
فقد دخل في قوله تعالى ] لم تقولون مالا تفعلون[..
لقد كان الصحابة يتعلمون الآية من القرآن ثم يطبقونها..
خطورة ( أبا شبر ) هذا أنه.. ملك المعلومات فجادل ونافح عنها.. لكنه ... خسر التطبيق وخسر الخشية..
وما الذي يجنيه من خسرهما...
لقد ملك كثير من الناس المعلومة.
لكنهم خسروا التطبيق..
فلم يذوقوا جلال الخشية من الله سبحانه
وهذا حال كثير من المسلمين..
فالإيمان تصديق وعمل...
ولا تنفع معلومة بلا عمل...
فحاذر أن تكون أبا شبر.
وترى نفسك سبّاحاً ماهراً وأنت تغرق في هذا الشبر من العلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق