الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

قتادة بن النعمان - الأمير المجاهد

>>>>>>> قتادة بن النعمان - الأمير المجاهد - <<<<<<<

إنه الصحابى الجليل قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر -رضى الله عنه-،. الأمير المجاهد .يكنى أبو عمر الأنصارى... من نجباء الصحابة وهو أخو أبى سعيد الخدرى لأمه... أحد الأنصار الذين شهدوا بيعة العقبة، وعاهدوا الرسول على أن ينصروه ويمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم ونساءهم وأبناءهم، ولد قبل الهجرة بإثنين وأربعين سنة...وكانت أمه أنيسة بنت قيس النجارية رضى الله عنها ممن بايعن رسول الله ... وكان الرماة من أصحاب النبى المذكور منهم: سعد بن أبى وقاص، وقتادة بن النعمان ، شهد غزوة بدر،وجاهد مع الرسول جهادًا عظيمًا، و يوم أحد عندما إشتد القتال، ولاحت فى سماء المعركة هزيمة المسلمين؛ إنتهز المشركون هذه الفرصة ليتخلصوا من رسول الله ، وكان قتادة -رضى الله عنه- واحدًا من القليل الذين ثبتوا مع رسول الله ، وكان الرسول قد دفع إليه قوسًا، فأخذها وظل يرمى بها بين يدى رسول الله حتى لم تعد صالحة للرمى؛ فوجد قتادة -رضى الله عنه- نفسه، وليس معه ما يدافع به عن نبيه، وهو أحب الناس إليه، فوضع جسده أمام رسول الله ليتلقى عنه السهام المصوبة نحوه فأصاب سهم وجهه فسالت منه عين قتادة -رضى الله عنه- على خده ، ورأى الصحابة ما أصاب أخاهم فأشاروا عليه بقطعها، ولكنه ذهب إلى رسول الله وهو يحمل عينه فى كفه، فأدناه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منه و قال: "إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت رددتها ودعوت الله لك فلم تفتقد منها شيئا" فقال : تردها لى وتسأل الله لى الجنة، فقال أفعل يا قتادة... ثم أخذها رسول الله بيده فرفعها حتى وضعها موضعها ، ثم غمزها براحته وقال : اللهم أكْسُهُ جمالا ... فظل حتى مات ، وما يدري من لقيه أيَّ عينيه أصيبت...ويروى عن قتادة بن النعمان الظفرى أنه وقع بقريش فكأنه نال منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا قتادة لا تسبن قريشا فإنه لعلك أن ترى منهم رجالآ تزدرى عملك مع أعمالهم وفعلك مع أفعالهم وتغبطهم إذا رأيتهم ، لولا أن تطغى قريش لأخبرتهم الذى لهم عند الله...وشهد قتادة مع رسول الله المشاهد كلها وكانت معه يوم الفتح راية بنى ظفر...وفى ليلة مظلمة من ليالى الشتاء شديدة البرد؛ حيث يقل الساعون إلى المسجد للصلاة، تحن نفس قتادة -رضى الله عنه- إلى رؤية النبى، ويقول فى نفسه: لو أتيت رسول الله وشهدت معه الصلاة وآنسته بنفسى، فقام وخرج إلى المسجد؛ فلما دخل برقت السماء فرآه رسول الله فقال: ما السُّري يا قتادة؟، فقال قتادة -رضى الله عنه-: إن شاهد الصلاة الليلة قليل؛ فأحببت أن أشهدها معك بأبى أنت وأمى وأؤنسك بنفسى... فقال: فإذا صليت فأت... فأتاه؛ فقال: خذ هذا العرجون فتحصَّن به، فإنك إذا خرجت أضاء لك عشرًا (أى أمامك وعشرًا خلفك)، فإذا دخلت البيت ورأيت سوادًا فى زاوية البيت فإضربه قبل أن يتكلم فإنه شيطان... فلما دخل البيت وجده كما وصف له، فضربه حتى خرج من بيته... وكرامة ثالثة يرويها المفسرون أكرم الله بها قتادة -رضى الله عنه-، فقد كان رفاعة بن زيد -رضى الله عنه- عمًا لقتادة بن النعمان وكانت له مشربة (غرفة) يضع فيها طعامه وشرابه، فعمد رجل من المنافقين إسمه بشر بن أبيرق إلى تلك المشربة فنقبها، وأخذ ما فيها من طعام وسلاح... فلما أصبحوا جاء قتادة إلى عمه فأخبره بالخبر، فأخذا يتحسسان الأمر ليعلما من الذى إعتدى على غرفتهما إلى أن تأكد لهما أن الذي صنع ذلك هو إبن أبيرق، فقال رفاعة لابن أخيه: لو أتيت رسول الله، فقلت: يا رسول الله، إن أهل بيت منا أهل جفاء، عمدوا إلى عمى رفاعة بن زيد فنقبوا شربة له، وأخذوا سلاحه وطعامه، فليردوا علينا سلاحنا، وأما الطعام فلا حاجة لنا فيه... ولكن المنافقين عمدوا إلى رسول الله فكذبوا عليه ليضلوه، قالوا: يا رسول الله، إن قتادة بن النعمان وعمه عمدا إلى أهل بيت من أهل إسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينة، وكذبوا، (ورسول الله بشر لا يعلم من الغيب شيئًا إلا ما يخبره به ربه)...وجاء قتادة ليعرف منه الجواب، فلقيه رسول الله محتدًا يقول له: عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام وصلاح ترميهم بالسرقة من غير بينة تثبت، وكانت مفاجأة لقتادة -رضى الله عنه- حين غاب عنه أنه لا يجوز إتهام الناس من غير بينة ولا دليل. فخشى قتادة أن يكون رسول الله قد غضب عليه، وأخذ يقول فى نفسه: لوددت أنى خرجت من أهلي ومالى ولم أكلم رسول الله فى ذلك... ويأتيه عمه يسأله: يابن أخى ما صنعت؟ فأخبره بما قال رسول الله، فيقول عمه: الله المستعان...وينزل القرآن: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيمًا. واستغفر الله إن الله كان غفورًا رحيمًا}[النساء: 105-106]. ويدعو الرسول قتادة فيقرؤه عليه، ويأتى بالسلاح فيدفعه إليه ليرده إلى عمه رفاعة، ففرح قتادة بتأييد الله له، وحمل السلاح إلى عمه، فإنتفض الرجل فرحًا؛ بتأييد الله له ثم قال: يابن أخى هى فى سبيل الله... وتوفى قتادة -رضى الله عنه- فى خلافة عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- سنة ثلاث وعشرين بالمدينة المنورة وهو يومئذ بن خمس وستين سنة وصلى عليه عمر بن الخطاب ونزل فى قبره أخوه لأمه أبو سعيد الخدرى ومحمد بن مسلمة والحارث بن خزمة، ودفن بالمدينة حيث توفى رضى الله عنه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق