السبت، 8 سبتمبر 2012

عبد الله بن حذافة - قاهر قيصر

>>>>>>> عبد الله بن حذافة - قاهر قيصر - <<<<<<<

إنه عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدى السهمى -رضى الله عنه-، أحد السابقين إلى الإسلام، هاجر هو وأخوه قيس إلى الحبشة، ثم إلى المدينة...ذات يوم سمعه النبى وهو يرفع صوته بقراءة القرآن، فقال له: يابن حذافة، لا تُسَمِّعْنِى وَسَمِّعِ الله..وكان عبد الله رجلآ يحب المرح، فقد بعثه النبى فى سرية، وجعل عليهم علقمة بن مجزر، فإستأذنت طائفة منهم فى الطريق، فأذن لهم علقمة، وأمَّر عليهم عبد الله بن حذافة، وبينما هم فى الطريق، أوقد القوم نارًا ليتدفئوا، ويصنعوا عليها طعامًا، فقال لهم عبد الله: أليس لى عليكم السمع والطاعة؟ قالوا: بلى، قال فإنى أعزم عليكم بحقى وطاعتى إلا تواثبتم فى هذه النار، فقام ناس فتحجزوا (( أى إستعدوا )) حتى إذا ظن أنهم واقعون فيها، قال: أمسكوا إنما كنت أضحك معكم، فلما قدموا على النبى ذكروا ذلك له، فقال: من أمركم بمعصية فلا تطيعوه...وقد أتاح له الإسلام العظيم أن يلقى سيدى الدنيا فى زمانه : كسرى ملك الفرس ، و قيصر عظيم الروم ، وأن تكون له مع كل منهما قصة ما تزال تعيها ذاكرة الدهر و يروها لسان التاريخ ... أما قصته مع كسرى ملك الفرس فكانت فى السنة السادسة للهجرة حين عزم النبى صلى الله عليه و سلم أن يبعث طائفة من أصحابه بكتب إلى ملوك الأعجام يدعهم فيها إلى الإسلام ... إنتدب عليه الصلاة والسلام ستة من الصحابة ليحملوا كتبه إلى ملوك العرب والعجم ، و كان أحد هؤلاء الستة عبدالله بن حذافة السهمى ، وقد إختير لحمل رسالة النبى صلى الله عليه وسلم إلى كسرى ملك الفرس ...جهز عبد الله بن حذافة راحلته ، ومضى إلى غايته حتى بلغ ديار فارس ، فإستأذن بالدخول على ملكها ، وأخطر الحاشية بالرسالة التى يحملها له .. عند ذلك أمر كسرى بإيوانه فزين ، ودعا عظماء فارس لحضور مجلسه فحضروا ، ثم أذن لعبد الله بن حذافة بالدخول عليه . دخل عبد الله بن حذافة على كسرى مرتديآ شملته الرقيقة ، عليه بساطة العراب ، لكنه كان عالى الهامة ، مشدود القامة تتأجج بين جوانحه عزة الإسلام ، وما إن رآه كسرى مقبلآ حتى أومأ إلى أحد رجاله بأن يأخذ الكتاب من يده فقال : لا ، إنما أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أدفعه لك يدآ بيد وأنا لا أخالف أمرآ لرسول الله .. فسمح له كسرى، فدنا منه حتى ناوله الكتاب بيده ، ثم دعا كسرى كاتبآ عربيآ من أهل الحيرة وأمره أن يفض الكتاب بين يديه ، وأن يقرأه عليه فإذا فيه : " بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس ، سلام على من إتبع الهدى ....." فما أن سمع كسرى من الرسالة هذا المقدار حتى إشتعلت نار الغضب فى صدره ، فإحمر وجهه ، وإنتفخت أوداجه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بدأ بنفسه ... فجذب الرسالة من يد كاتبه وجعل يمزقها دون أن يعلم ما فيها!! ثم أمر بعبد الله بن حذافة أن يخرج من مجلسه فأخرج، وركب راحلته وإنطلق ، فلما قدم عبد الله على النبى صلى الله عليه وسلم أخبره بما كان من أمر كسرى وتمزيقه الكتاب ، فقال عليه الصلاة والسلام :" مزق الله ملكه". وقد كان.......وأما قصته مع قيصر عظيم الروم فقد حدثت فى خلافة عمر بن الخطاب، حيث خرج عبد الله مع جيش المسلمين المتجه إلى الشام لقتال الروم، وكان قيصر الروم قد تناهت إليه أخبار المسلمين وما يتحلون به من صدق الإيمان وبذل النفس فى سبيل الله ورسوله ، فأمر رجاله إذا ظفروا بأسير من أسرى المسلمين أن يبقوا عليه وأن يأتو به حيآ... فأسره الروم ومعه بعض المسلمين، وذهبوا به إلى قيصر، فقال له قيصر: هل لك أن تتنصر وأعطيك نصف ملكى؟ فقال عبد الله: لو أعطيتنى جميع ما تملك، وجميع ملك العرب، ما رجعت عن دين محمد طرفة عين. فقال قيصر: إذًا أقتلك، فقال عبد الله: أنت وذاك. فأمر به قيصر فصلبوه وقال للرماة: إرموه قريبًا من بدنه، وأخذ يعرض عليه المسيحية وعبد الله يأبى، فقال القيصر: أنزلوه، ودعا بوعاء كبير فصبَّ فيه الزيت، وأشعل تحته النار، ودعا بأسيرين من المسلمين فأمر بأحدهما فألقى فيها، فإذا لحمه يتفتت ، وإذا عظامه تبدو عارية... فإستشهد وهو ثابت على دينه، ثم ألقى الأخر فإستشهد ، ثم إلتفت إلى عبد الله بن حذافة ودعاه إلى النصرانية ، فكان أشد إباء لها من قبل. فلما يأس منه ، أمر به أن يلقى فى القدر التى ألقى فيها صاحباه فلما ذهبوا به دمعت عيناه ، فقال رجال قيصر لملكهم : إنه قد بكى... فظن الملك أنه جزع. فقال الملك: ردوه. ثم سأله: ما أبكاك؟ فقال عبد الله: قلت هى نفس واحدة، تلقى الساعة، فتذهب فكنت أشتهى أن يكون بعدد شعرى أنفس تلقى فى النار فى سبيل الله. فقال الملك: هل لك أن تقبل رأسى وأخلى عنك، فقال عبد الله: وعن جميع الأسرى؟ فقال الملك: نعم، فقبل عبد الله رأسه، وأخذ عبد الله جميع الأسرى، وقدم بهم إلى عمر، فأخبره بما حدث، فقال عمر: حق على كل مسلم أن يقبِّل رأس إبن حذافة، وأنا أبدأ، فقبل رأسه...وقبل جميع الحاضرون رأسه ، ثم إلتحق عبد الله بجيوش المسلمين المتجهة إلى مصر بقيادة عمرو بن العاص وجاهد مع إخوانه حتى تم لهم النصر على جيوش الروم ، وإستقر عبد الله فى مصر حتى مات بها في خلافة عثمان رضى الله عنه وأرضاه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق