الجمعة، 7 سبتمبر 2012

عمرو بن العاص - فاتح مصر

>>>>>>>عمرو بن العاص - فاتح مصر - <<<<<<<

إنه الصحابى الجليل عمرو بن العاص بن وائل السهمى -رضى الله عنه- أحد فرسان قريش وأبطالها، أذكى رجال العرب، وأشدهم دهاءً وحيلة،كانت أمه تلقب بالنابغة, تزوجها العاص بن وائل السهمى فولدت له إبنه عمرو. وتزوجت أمه أزواجاآ آخرين فكان لعمرو بن العاص أخوة من أمه هم عروة بن أثاثة العدوى القرشى, وعقبة بن نافع بن عبد القيس الفهرى القرشى... من أبرز مواقفه ضد المسلمين فى جاهليته؛ حين أرسلته قريش مع عبد الله بن أبى ربيعة بن المغيرة المخزومى إلى الحبشة، محمَّلاً بالهدايا إلى النجاشى ليردَّ إليهم المسلمين ولكن النجاشى الملك العادل رفض ما طلبوا حتى يسمع من المسلمين ليحكم بينهم فلما علم بعدالة قضيتهم أمنهم ورد على قريش هداياهم...وقد دخل عمرو بن العاص فى الإسلام فى السنة الثامنة للهجرة بعد فشل قريش فى غزوة الأحزاب، وقدم إلى المدينة المنورة مع خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة مسلمين وكان عمره حين أسلم خمسون عامآ...وقد قال عنه رسول الله "صلى الله عليه وسلم" أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص...لقب بداهية العرب وكان مجاهدًا شجاعًا يحب الله ورسوله، ويعمل على رفع لواء الإسلام ونشره فى مشارق الأرض ومغاربها، وكان رسول الله يعرف لعمرو شجاعته وقدرته الحربية، فأرسله على سرية "ذات السلاسل" فى ثلاثمائة مجاهد، ولكن الأعداء كانوا أكثر عدداً، فقام الرسول "صلى الله عليه وسلم" بإمداده بمائتين من المهاجرين والأنصار برئاسة أبى عبيدة بن الجراح وفيهم أبو بكر وعمر، وأصر عمرو أن يبقى رئيساً على الجميع فقبل أبو عبيدة، وكتب الله النصر لجيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص وفر الأعداء ورفض عمرو أن يتبعهم المسلمون، كما رفض حين باتوا ليلتهم هناك أن يوقدوا ناراً للتدفئة رغم شدة البرد، وقد برر هذا الموقف بعد ذلك للرسول حين سأله أنه قال " كرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم، وكرهت أن يوقدوا ناراً فيرى عدوهم قلتهم " فحمد الرسول الكريم حسن تدبيره...وبعد وفاة الرسول "صلى الله عليه وسلم" وفى خلافة أبى بكر , شارك عمرو بن العاص فى حروب الردة وأبلى فيها بلاءً حسنًا...ثم قام أبو بكر بتوليته أميراً على واحداً من الجيوش الأربعة التى إتجهت إلى بلاد الشام لفتحها، فإنطلق عمرو بن العاص إلى فلسطين على رأس ثلاثة ألاف مجاهد، ثم وصله مدد أخر فأصبح عداد جيشه سبعة ألاف، وشارك فى معركة اليرموك مع باقى الجيوش الإسلامية وذلك عقب وصول خالد بن الوليد من العراق بعد أن تغلب على جيوش الفرس، وبناء على إقتراح خالد بن الوليد تم توحيد الجيوش معاً على أن يتولى كل قائد قيادة الجيش يوماً من أيام المعركة، وبالفعل تمكنت الجيوش المسلمة من هزيمة جيش الروم فى معركة اليرموك تحت قيادة خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح و يزيد بن أبى سفيان وتم فتح بلاد الشام، ثم إنتقل بعد ذلك عمرو بن العاص ليكمل مهامه فى مدن فلسطين ففتح منها غزة، سبسطية، ونابلس ويبنى وعمواس وبيت جيرين ويافا ورفح... وفى عهد الفاروق عمر -رضى الله عنه- تولى عمرو بن العاص إمارة فلسطين، وكان عمر يحبه ويعرف له قدره وذكاءه، وكان عمرو يتمنى أن يفتح الله على يديه مصر، فظل يحدث عمر بن الخطاب عنها، حتى أقنعه، فجعله الفاروق قائدًا على جيش المسلمين لفتح مصر وتحريرها من أيدى الروم، فسار عمرو على رأس جيش من أربعة آلاف مقاتل فدخل بجيشه إلى مدينة الفرما، ثم فتح بلبيس وقهر قائدها الرومانى أرطبون الذى كان قائداً للقدس وفر منها، وبعد أن وصل المدد لجيش عمرو تابع فتوحاته لأم دنين، ثم حصن بابليون حيث المقوقس حاكم مصر ثم توالت فتوحاته فى المدن المصرية حتى بلغ أسوار الإسكندرية وهنا مات هرقل وجاء أخوه وكلف المقوقس بمفاوضة المسلمين للصلح على أن يرحل الروم بأموالهم ومتاعهم، و يحترم المسلمون كنائس المسيحيين فيها، وأن يرسل الروم مئة وخمسين مقاتلاً وخمسين من أمرائهم رهائن لتنفيذ الشروط، وبهذا إستطاع عمرو أن يفتح مصر ويحرر أهلها من ظلم الرومان ويدعوهم إلى دين الله عز وجل، فدخل المصريون فى دين الله أفواجآ .. وقد إستقبله أهل مصر بالكثير من الفرح والترحيب، وكان عمرو يقول لهم: يا أهل مصر لقد أخبرنا نبينا أن الله سيفتح علينا مصر وأوصانا بأهلها خيرآ، فإن لهم ذمة ورحمآ...وأصبح عمرو بن العاص واليًا على مصر بعد فتحها، فأنشأ مدينة الفسطاط، وبنى المسجد الجامع الذى يعرف حتى الآن باسم جامع عمرو، وأعاد حفر خليج تراجان الموصل إلى البحر الأحمر وسماها قناة خليج أمير المؤمنين... وكان شعب مصر يحبه حبًا شديدًا، وينعم فى ظله بالعدل والحرية ورغد العيش، وكان عمرو يحب المصريين ويعرف لهم قدرهم، وظل عمرو بن العاص واليًا على مصر حتى عزله عنها عثمان بن عفان -رضى الله عنه-،وولى عليها عبد الله بن سعد بن السرح, ثم توفى عثمان، وجاءت الفتنة الكبرى بين على ومعاوية -رضى الله عنهما-، فوقف عمرو بن العاص بجانب معاوية، حتى صارت الخلافة إليه فعاد عمرو إلى مصر مرة ثانية، وظل أميرًا عليها أربعة سنوات حتى حضرته الوفاة، ومرض مرض الموت، فدخل عليه إبنه عبد الله -رضى الله عنه-، فوجده يبكى، فقال له: يا أبتاه! أما بشرك رسول الله بكذا؟ وكذا؟ فقال:لما جعل الله الإسلام فى قلبى أتيت النبى لأبايعه فأردت أن أشترط , قال:تشترط بماذا؟ قلت: أن يغفر لى، قال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟ وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها؟ وأن الحج يهدم ما كان قبله؟، وما كان أحد أحب إلى من رسول الله ولا أجلّ فى عينى منه، وما كنت أطيق أن أملأ عينى منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأننى لم أكن أملأ عينى منه إجلالاً له، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة... ثم تلبست بعد ذلك بأشياء فلا أدرى أعليٌ أم لى...فإذا أنا مت، فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتمونى فشنوا على التراب شنًّا، ثم أقيموا حول قبرى قدر ما تنحر جزور ، ويقسم لحمها؛ حتى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربى...ثم قال: اللهم إنك أمرتنى فلم أأتمر، وزجرتنى فلم أنزجر. ووضع يده فى موضع الغل وقال: اللهم لا قوى فأنتصر، ولا بريء فأعتذر، ولا مستكبر بل مستغفر، لا إله إلا أنت. فلم يزل يردِّدها حتى مات...وقد مات عمرو بن العاص يوم الفطر، وقد بلغ أربعًا وتسعين سنة، وصلى عليه إبنه عبد الله، ودُفن قرب المقطم فى سنة ثلاث وأربعين من الهجرة وقد روى عن النبى تسع وثلاثون حديثآ صحيحآ - رضى الله عنه وأرضاه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق