الاثنين، 19 مارس 2012

في البحث عن الله

في البحث عن الله
كان أهم وأول سؤال راود الإنسان منذ قديم الازل يتعلق بـ " العظيم " الذي صنعه وصنع ما حوله من المخلوقات ، وخلال بحثه عن إجابة كان يجد ضالته في الأشياء المنظورة أو الملموسة كالشمس أو النار أو النجوم وغيرها لتجسد حضور الإله المعبود في حياته، فكان ينحت من المادة أشكالاً بشرية أو حيوانية أو بشرية حيوانية خرافية فيعتبرها وسطاء للوصول إلى الإله وأن روح الإله وقعت فيها فيعطي لتلك الأوثان قدرات خفية وخارقة ويبذل لها الأضاحي شكراً وإمتناناً للنعم ودرءاً للكوارث المستقبلية التي يمكن أن تأتي على محصوله ، أي أن الإنسان كان في تطلع مستمر إلى عبادة رمز منظور من الآلهة.

- تبلورت فكرة " الأرواحية " أي الإعتقاد بأن للكون وكل ما فيه ( روحاً) ،فبدأ بعبادة الحيوانات كالعجول المقدسة كرمز للإنجاب والإنتاج، والحية كرمز لتجدد الحياة، لأنها تخلع عنها جرابها القديم ليحل محله جراب جديد. والطيور مثل العقاب والصقر والنسر كرمزاً للحكمة وقوة البصر. وأحياناً كان الإنسان يجمع بين هذه الإشكال الحيوانية والأجساد البشرية لتكون كائنات خرافية , كما عبد الإنسان الأجرام السماوية مثل الشمس والقمر والنجوم، وقوى الطبيعة مثل العواصف والأرض والماء والنار .

- ومع أن الله كان يرسل رسلاً من بني البشرأنفسهم لكي يبين لهم الإجابة عن السؤال المذكور أنفاً وبأنه خفي لا تستطيع الأبصار إدراكه وأنه إله واحد وسرمدي وليس له شركاء لكن أغلب البشر كانوا ينكرون تلك الحقيقة فيتبعون ما وجدوا عليه أجدادهم فيؤمنون فقط بما تدركه أبصارهم ، أي ما هو منظور ومحسوس ومما صنعته أيديهم من الأوثان وما فيها من أرواح يزعون أنها قابعة أز متلبسة فيها. وكان غضب الله يأتي على الأقوام لتكذيبهم بتلك الرسالات بعد إنذارهم بها على شكل كوارث طبيعية مدمرة مثلما حدث في طوفان نوح وما حدث مع قوم عاد وثمود ولوط وجيش فرعون .
· · · منذ 7‏ ساعات بالقرب من ‎Beirut, Beyrouth‎

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق