الخميس، 11 أكتوبر 2012

اريـــــــــــد ان اتـــــــــوب ولكـــــــــن

اريـــــــــــد ان اتـــــــــوب ولكـــــــــن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد آذن الركب بالرحيل ومازلت أراك حائرًا، تتعثر خطاك،
تقول: كيف السبيل؟كيف أطلب العلم؟ من أين أبدأ؟

1) الاخـــــــــــــلاص
ـــــــــــــــــــــــــــــ

حرر الإخلاص واجتهد في ذلك واحرص على أن يكون عملك لله وحده لا

رياء الناس، ولا شهوة، ولا هوى وحظ نفس، ولا لطلب الدنيا والعلو فيها،

والأمر يحتاج إلى جهاد وصبر ومثابرة.

2) الاتـبــــــــــــــاع
ـــــــــــــــــــــــــــــ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

« من عَمِل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد » [1]

فلا تتعبد إلا بالوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبفهم السلف

لأصول العبادات، ولا تبتدع في دينك، فالبدعة شر من المعصية.

3) التــــــــــدرج
ــــــــــــــــــــــــ

التدرج أصل في هذا المنهج فأوغل في الدين برفق، وراع فقه النفس،

ولا تحملها فوق طاقتها فتستحسر وتترك،

ولكن لا يكون التدرج تكأة للتفريط، ولا مدعاة للكسل، ولا سبيلاً لسقوط

الهمة وعدم طلب الأعلى والأكمل والأفضل،

قال ابن الجوزي:

" للنفس حظ وعليها حق، فلا تميلوا كل الميل، وزنوا بالقسطاس

المستقيم ".

4) الصــــــــــــبر
ــــــــــــــــــــــــــ
والصبر أصل آخر فلا تظن أنك ستجد قرة العين في الصلاة من أول مرة أو تستشعر حلاوة ولذة القيام في البداية أو تجد الخشوع والدموع عند تلاوة القرآن منذ الآية الأولى، كلا ولا، فالأمر يحتاج إلى صبر وصدق ومعاناة.

قال بعض السلف:

" عالجت قيام الليل سنة ثم تمتعت به عشرين سنة "

فاصبر سنة وسنوات لتنال الرتب العالية.

5- المجـــــاهـــــدة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المجاهدة والمعاناة أصل مع الصبر والاصطبار.

قال بعض العلماء:
" من أراد أن تواتيه نفسه على الخير عفواً فسينتظر طويلاً بل لابد من
حمل النفس على الخير قهراً "

وهذا هو الحق المطلوب أن يحمل الإنسان نفسه على الخير حملاً.

قال بعض السلف:
" عودوا أنفسكم على الخير فإن النفوس إذا اعتادت الخير ألفته "

6- تدرب ذهنياً على العبادات قبل أدائها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمعنى أنك ينبغي أن تقرأ عن الصلاة، وفضل قيام الليل، وجزاء الصائمين

القائمين، وعاقبة المتصدقين قبل أداء هذه العبادات،

وكذلك قراءة أحوال النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والصالحين

لتكوين صورة لهذه العبادات ذهنياً، واستشعارها قلبياً،

ثمَّ الدخول في هذه العبادات بهذا التصور، فيكون الأمر أسلم وأدعى

لتحصيلها على أحسن صورها وأكمل أحوالها.

7- لا تستخف بقدراتك وكن مستعداً للمجازفة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إنَّ عدم المجازفة نتيجة الخوف من الفشل عائق للنجاح، إنَّ العبد الرباني

الذي يعتمد على الله ويتوكل عليه ثم يحزم أمره وينطلق في عمله.

قال الله تعالى: { فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } [آل عمران: 159]

أنت قوي فتوكل على الله، وأنت تستطيع الكثير،

ولست أقل ممَّن وصلوا إلى المراتب العليا في العلم والعمل،

بقي لك الصدق والتوكل، ثمَّ إذا أخفقت أو فشلت فاعمل فكرك كيف

تجنب نفسك الإخفاق مرة أخرى.

8- اطلب النتيجة لا الكمال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إنَّ المسلم الحكيم هو الذي يطلب النتيجة الصحيحة عبر مقدماتها

الصحيحة دون أن يبالغ في مطلبه، فينزع إلى اشتراط الكمال في

مواهبه، فإذا وجد قصوراً في نفسه ـ وهو لا شك واجد ـ سارع إلى

إصلاحه، واجتهد في تصحيحه،

وليس شرطاً أن يصير صحيحاً مائة في المائة، لابد من قصور

( فاستمتع بها على عوج ).

إنَّ الانشغال بتحسين نتائج العمل خير ألف مرة من اشتراط الكمال في

الأعمال لأن ذلك مثبط عن الأعمال ودافع إلى الانقطاع والاستحسار.


9) تكامل الشخصية الإيمانية بتكامل أعمال الإيمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قالوا: " لو أنَّ للنفوس بصمات لكانت أشد اختلافاً من بصمات الأصابع ".

ومن ثمَّ فليس كل علاج موصوفاً يناسب جميع النفوس؛

وقد علم فاطر النفوس سبحانه أنَّ خلقه هكذا،

فجعل مراضيه سبحانه متعددة، تناسب إمكانات النفوس وطاقاتها

وقدراتها، فشرع سبحانه الصيام والصلاة، والذكر والصدقة، والقرآن وخدمة

المسلمين، كل من هذه العبادات وعشرات غيرها منها فرائض، ومنها

نوافل، وجعل سبحانه الفرائض بقدر ما لا يشق على النفوس،

ثمَّ فتح الباب في النوافل يستزيد منها من يشاء، ولا حرج على فضل الله،

فقم بالفرائض فأدِّها كما ينبغي، ثمَّ اعمد إلى النَّوافل فاستزد ممَّا تجد

في نفسك رغبة وهمة إليه.

قال الله في الحديث القدسي: « وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه »[2].
فزد في النوافل قدر ما تستطيع، ولكن لكل نفس باباً يفتح لها من الخير، تلج فيه إلى منتهاه.

قال ابن مسعود رضي الله عنه:

" أنا لا أصوم يعني النوافل لأن الصوم يضعفني عن الصلاة، وأنا أفضِّل

الصلاة على الصيام ".

10- المتابعة أم المداومة والاستمرار أبو الاستقرار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لابد لشيخ متابع، أو أخ كبير معاون، أو على الأقل زميل مشارك،

لا تكن وحدك ( فإنَّما يأكل الذئب القاصية ) فليكن لك شيخ يتابعك إيمانياً

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتابع أصحابه يومياً

فيقول: « من أصبح منكم اليوم صائماً، من أطعم اليوم مسكيناً، من عاد

اليوم مريضاً » .

وقد أمره ربه بذلك في أصل أصول التربية فقال:

{ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا

تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ } [الكهف: 28]

11- لا تمنن تستكثر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

اعلم أخي رزقني الله وإياك الإخلاص في القول والعمل، والسر والجهر،

أنَّ التحدث بالعمل لا تخلو من آفات، فإمَّا أن يكون إظهار العمل للرياء

والفخر والسمعة فيحبط عملك أو تحسد.

فالإيمان يتعرض للحسد فتحصل الانتكاسة، فاكتم عملك، وأسرَّ بقرباتك،

ولا تحدث بطاعاتك تسلم.


ونصيحة أخرى :

أنَّك لا تدري أي أعمالك حاز القبول، ونلت به الرضا، فمهما كثر عملك فلتكن على وجل خوفَ الرد وعدم القبول، أو حَذر الحسد، وإفساد الأحوال، ولا تفتر فتهلك، نعوذ بالله من تكدير الصافي، ونسأل الله السلامة والمسامحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق