الاثنين، 8 أكتوبر 2012

نداء الوجدان

نداء الوجدان الذي ينبعث من خلف جراح قلبي، من قلب واحة الأَنِين، يُشاطر دموع العين التي فاضَت؛ لتعبِّر عما يخلد هناك في نهاية النفس التي لا ترى أطياف الجمال.
ينادي: يا صاحبي، أوْقِف طيْف الذكريات، لقد ذهَب ربيعي لا أرى مدائن الطيبة والإحساس إلاَّ أنقاضًا، لا الورود تعرف ساحاتها تائهة حول جِبالها، الطيور خائفة من سمائها التي يجوبها الحزنُ والألَمُ؛ إذ هي واقفة على أسوارها تناظر أنهار الدموع من حولها، حتى مياه الجداول تأبى السَّيْر إليها، الفراشات تبكي على أبوابها، تتحسَّر على فُقدان ربيعها، دموع الشمس كسَتْ جوانب جبال مُحيطها، حَبَّاتها تصرخ: قف يا حزن، عودي أيتها النَّسمات المجروحة، جُرْح ناظري أتْعَبَني، نَبَرات همْسِه تنحتني.
منذ ميلاد الدمعة الهاربة من ألَم القلب، من بين الجفون المتعَبة؛ إذ هي تصرخ كلَّما تسير على الخَدِّ، كأن كلَّ خُطوة مشوار ألف ألف ميل وميل من العَناء بين الحزن والشقا
ء، على ما ألَمَّ بالقلب من جراح، كفى تعَب الحال من الأتراح، هلاَّ هللتِ يا أفراح؛ ليُشْفَى الجُرح الذي طال أمدُه مع كلِّ طلَّةِ صباح، لا ترى فيها العيون الوردة التي ارْتَوَت من الدموع، وتزيَّنَت من ابتساماتي.
من ذا الذي يريح الجفون من حُزن القلب وحَرِّ الدموع، مَن يُسْكِت صوت الأنين، مَن يشفي ألَمًا طال أمدُه منذ إشراقة الشمس حتى غروبها، وهي حزينة تبكي على لوحة ربيعي الممزَّقة، مَن يُذهب الشقاء والعناء.
إنه الله، إنه الرحمن، بيده كل فرح وأملٍ، وانتهاء الحزن ومشوار كلِّ ألَمٍ.
يا ألله، اجعل النفس تحيا بذِكرك في كلِّ صباح ومساء.
مولاي لا تحرمنا جنَّة الدنيا بحلاوة الإيمان، بين يديك حين تنام العيون يا حي يا مَن لا تنام.
إلهي ارْحَم واغْفِر، اسْتُر واعْفُ عن كلِّ مسلم ومسلمة، والصلاة والسلام على نبي الهداية محمدٍ - صلَّ الله عليه وسلَّم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق