اذا
قررت الجرى يوما واصطدمت بالجدار او فكرت فى الطيران اليهم فاصطدمت بالسقف
او حاولت السباحة نحوهم فتحول البحر الى كثلة من الثلج فعندها فقط انتعل
احساسك بالاحباط وارحل بلا صوت وحين تكتف ان الزمان ليس زمانك وان المكان
ليس مكانك والاحساس ليس احساسك وان الاشياء حولك لم تعد تشبهك وان مدن
احلامك ماعادت تتسع لك عندها لاتتردد وارحل بلا صوت وعند الرحيل لاتضيع
وقتك فى البحث فى احشاء اللغة لانتقاء كلمات الحب والاعتذار او الوداع فكل
الكلمات التى تولد لحظة الفراق انما هى مجرد محاولات فاشلة لتبرير وتفسير
هروبك وضعفك وعند الرحيل ايضا يغلق البعض فى وجهك كل ابواب الرحيل كى يمنعك
من الرحيل لانه يحبك والبعض يعترف لك بحبه عند الرحيل كى يبقيك معه ويكتشف
البعض الاخر انه يحبك بعد الرحيل فيحترق ويحرقك باكتشافه المتاخر وحين
تقرر الرحيل لاتدفن راسك فى الرمال كالنعامة كى لاتلمح وجوه اولائك الذين
احبوك بصدق وراهنوا على بقائك معهم فخذلتهم برحيلك واترك المساحات خلفك
بيضاء كى يمارس كل منهم طقوس حنينه اليك بطريقته الخاصة وتاكد مهما كان لون
او شكل حجم صوتك عند الرحيل فلرحيلك صوت قد تسمعه كل الكائنات لكنه لن
يؤلم ابدا ولن يصل الا لاولائك الذين يشكل لهم وجودك شيئا من الوجود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق